أعلن وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، أنّ الخارجية أبلغت الأطراف «أن يُخبِروا الكيان الصهيوني بأن إيران ليست لبنان، وأيّ اعتداء سيُقابل برد فوري».
وشدد عراقجي، في مقابلة تلفزيونية، مساء اليوم، على أنّ «إيران لم تتفاوض مع الكيان الصهيوني، بل هو من أوقف هجماته نتيجة العجز واليأس»، موضحاً أنّ بلاده «لم تقبل بوقف إطلاق النار، بل أعلنت وقف العمليات من طرفها».
وأشار إلى أنّ الأضرار التي لحقت بالمراكز النووية الإيرانية جراء الهجمات الأميركية – الإسرائيلية «ليست قليلة»، لافتاً إلى أنّ «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تتابع التحقيق في هذه الأضرار».
ولفت إلى أنّ «مطالبة المعتدين بتعويضات مطروحة بجدية على الطاولة، فالدبلوماسية بعد الحرب ليست كما قبلها».
وعن المفاوضات مع واشنطن، أوضح عراقجي أنّه «لم يُحدَّد أيّ موعد لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة»، وقال: «لا تأخذوا كلام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن بدء المفاوضات على محمل الجد، فلا يوجد حتى الآن أيّ موعد محدد».
وتابع عراقجي: «من يطالب بعودة إيران إلى طاولة المفاوضات، فليوضّح أيّ طاولة يقصد. لقد تفاوضنا مع أميركا، فدمّرت إسرائيل الطاولة. وتفاوضنا مع أوروبا، فدمّرتها أميركا».
وأكد أنّه «لا يحقّ للأوروبيين التحدّث عن تخصيب اليورانيوم بنسبة صفر في المفاوضات»، محذّراً من أنّ «اللجوء إلى آلية الزناد سيكون أكبر خطأ ترتكبه أوروبا، لأنّه سينهي دورها في العملية التفاوضية إلى الأبد».
: «الدولية للطاقة الذرية»: إيران لم تبلغنا رسمياً تعليق التعاون
وقال: «كما فشلوا في تدمير منشآتنا النووية بالحرب، فلن ينجحوا في ذلك عبر آلية الزناد أيضاً».
وأشار عراقجي إلى أنّ المقترحات التي قدمها الأميركيون في الجولة الأخيرة من المفاوضات «كانت بعيدة عن مطالبنا، ولذلك رفضناها»، مضيفاً: « قلنا إننا سنقدّم مقترحاتنا في الجولة التالية، لكن قبل طرحها، شنّ الكيان الصهيوني هجوماً».
ولفت إلى أنّ المقترحات الإيرانية كانت تستند إلى ثلاث ركائز: «استمرار التخصيب، رفع العقوبات، وتعهد إيران بعدم إنتاج سلاح نووي».
وفي وقتٍ سابق اليوم، دعا عراقجي، في اتصال مع نظيره البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، الدول الأوروبية إلى «التصرف المسؤول تجاه التمرد المتواصل للكيان الصهيوني في المنطقة»، منتقداً مواقف بعض الدول الأوروبية الداعمة لإسرائيل وتغاضيها عن إدانة العدوان الإسرائيلي والأميركي على إيران.
الى ذلك انتقد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، «بشدة» مواقف بعض الدول الأوروبية «الداعمة لإسرائيل» في عدوانها على إيران.
وأشار عراقجي، خلال اتصال مع نظيره البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، إلى «عدم التنديد الصريح بعدوان هذا الكيان وأميركا على إيران»، داعياً الدول الأوروبية إلى «التصرف المسؤول تجاه التمرد المتواصل للكيان الصهيوني في المنطقة».
وكان بيان القمة الأوروبية، المنعقدة في بروكسل، اليوم، قد أكد أن إيران «يجب ألا تمتلك سلاحاً نووياً»، مؤيداً «الحل الدبلوماسي» لهذا الملف.
في شأن آخر، رأى وزير الخارجية الإيراني أن «الدعم المطلق الذي تقدمه بعض الدول الأوروبية وأميركا للكيان الإسرائيلي، خلال الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة وعدوان الكيان على لبنان وسوريا، يشكل أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار اعتداءات هذا الكيان».
من جهته، رحب وزير الخارجية البولندي بوقف إطلاق النار، معرباً عن أمله بأن «يسهم في خفض التصعيد في الشرق الأوسط».
بولندا تتولى مهام سفارات الاتحاد الأوروبي
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية البولندية أن سفارتها في طهران تولت مهام دول الاتحاد الأوروبي التي أخلت سفاراتها في العاصمة الإيرانية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، بافيل رونسكي، لوكالة «رويترز» اليوم: «كوننا الدولة التي تتولى الرئاسة في الاتحاد الأوروبي، نضطلع بهذه المهام».
وكانت البرتغال وإيرلندا وألمانيا قد نقلت، الأسبوع الماضي، موظفي سفاراتها في طهران إلى خارج البلاد، مؤقتاً، بسبب حالة التهديد الحالية، في حين أغلقت بلغاريا سفارتها في طهران وأجلت موظفيها الدبلوماسيين وعائلاتهم إلى أذربيجان المجاورة.